كتب عزالدين دهب
في اليوم العالمي للدرن
اليوم الرابع والعشرون من شهر مارس يصادف اليوم العالمي لمكافحة الدرن استمعنا لإفادات اقل ماتوصف بانها افادات صادمة من مدير مكافحة الأمراض بوزارة الصحة الاتحادية د.حمدان مصطفي ومسؤلة الدرن بمنظمة الصحة العالمية د.مي التجاني ومسؤول الدرن بصندوق الامم المتحدة الانمائي د.هزان كنة في المؤتمر الصحفي الذي عقد بوكالة السودان للانباء (سونا) بمناسبة اليوم العالمي للدرن
اكثر مالفت نظري هو ان علاج الدرن الذي اكتشف قبل مئة عام مازال هو العلاج المعتمد والوحيد لعلاج الدرن إذا قمنا بربط هذا الأمر بمعلومة بان هذا المرض النسبة الاكبر فيه للفقراء وللدول الأكثر فقرا في العالم ادركنا ان الدواء في العالم سلاح يستخدم حسب الحاجة و ان الشركات البحثية التي إكتشفت علاج للكورونا في خلال فترة وجيزة قد وجدت ضالتها في الدول الأكثر ثراء فتعاملت مع الأمر بانه سوق كبير وسريع في عالم الاثرياء فتتسابق الدول الغنية من اجل الظفر باللقاح مهما كلف الأمر؟
أما مرضي الدرن فلا بواكي عليهم فعليهم استخدام علاج لمدة ستة اشهر مكاشف قبل مئة عام حتي يطيب المريض
السؤال المهم لماذا لم تتكرم الشركات البحثية علي مدي قرن من الزمان من تطوير علاج سريع يريح اصحاب الصدور الضائقة والاجسام المنهكة لينتظروا الي ان يقضي الله امرا كان مفعولا
ان معدل المرض الذي كان يصب 120 من كل 100 الف شخص في السودان الا ان الجهود التي بذلت خلال العشرة سنوات الماضية قلل نسبة الاصابة لتكون 67 مريض من كل 100 الف مريض بدلا من 120 مريض في أخر احصاء في العام 2012
ان مجهود برنامج الدعم العالمي وادارة مكافحة الأمراض بوزارة الصحة
و منحة السودان من قبل برنامج الامم المتحدة الانمائي بمبلغ 13مليون دولار بحسب دكتور حمدان يحتاج الي مساعدات من القطاع الصحي والمجتمع السوداني بكل فئاته حتي يتجاوز السودان محطة مرض السل
بهذا المرض اللعين الذي اودي بحياة اعظم شعراء السودان الشاعر التجاني يوسف بشير الذي توفي بمرض الدرن رفقة العديد من المشاهير في السودان الأمر الذي يجعل من مكافحة الدرن مشروع مركزي يستحق الدعم
ان المؤتمر صحح لنا معلومة مهمة عن ازدياد المرض في شرق السودان كنا نظن ان الأمر متعلق بالببئة والفقر والجوع في شرق السودان لكن سرعان ماعلمنا ان العلاج المجاني في سبعينيات القرن الماضي كان منحة دولية حصرية علي شرق السودان الأمر الذي يجعل من شرق السودان قبلة لكل مريض بالدرن ومن هنا جاءت الاحصاييات الغير منصفة العالية في الشرق الحبيب
ان وجود 320 مركز لعلاج الدرن في 18 ولاية يساهم في وضع استراتيجية لمكافحة الدرن خلال الاعوام القليلة القادمة
لكن يبقي السؤال الي ماي يئن مرضي الدرن وهم يصبرون لستة اشهر هي فترة العلاج متي تصحي ضمائر الشركات البحثية وتعمل علي تطوير علاج يقضي علي بكتريا الدرن في فترة وجيزة ام مازلنا نحتاج الي مئة عام قادمة حتي يفتح الله لنا بعلاج سريع علما بان هناك نوع جديد من مرض الدرن المقاوم هو الاخر يحتاج لمجهود بحثي يقضي علي بكتريا الدرن اللعين